• لاهوت الأيام الأخيرة: مقدمة عن الاسخاتولوجيا - القس د. حنا كتناشو
لاهوت الأيام الأخيرة: مقدمة عن الاسخاتولوجيا - القس د. حنا كتناشو

سأبدأ الحديث عن هذا الموضوع الشائك بتقديم ثلاثة ادعاءات: آخر الأيام موضوع شائك، آخر الأيام موضوع مُستغل سياسياً، وآخر الأيام موضوع مرتبط بالعصر الموعود أو بالملكوت. ثمَّ بعد أن أجادل أن موضوع آخر الأيام في الكتاب المقدس متمحور حول المسيح وملكوته الذي يُجسّد العدالة والسلام والمساواة بين كل الشعوب سأقدم عددا من التأكيدات التي يجب أن تنتبه لها الكنيسة في القرن الواحد والعشرين.

آخر الأيام موضوع شائك

عقيدةُ آخر الأيامِ موضوعٌ شائكٌ والمدارسُ التفسيريةُ كثيرةٌ. لهذا يترددُ الكثيرون في دراسةِ الاسخاتولوجيا (Eschatology) أو عقيدةِ آخر الأيامِ التي تشملُ المجيءَ الثاني للسيد المسيح (Parousia). ولا يعتمد التفسيرُ المدّققُ على آيةٍ واحدةٍ، بل على دراسةٍ متعمقةٍ للكتاب المقدَّس بكليته وعلى اللاهوت التاريخي وعلى فهم متبصرٍ للمدارس المختلفة لا سيّما تلك المتعلقة بما يُسمى الحُكم الألفي. فهل سيحكم المسيح ألف سنة حرفية على الأرض أما أن هذا الرقم الموجود في سفر الرؤيا هو رقم رمزي؟ اختلف المفسرون فنتج عن ذلك مدرسة سابقي الألف الذي يؤمنون بالحكم الألفي الحرفي ومدرسة لاحقي الألف الذين يؤمنون بحكم المسيح من خلال الكنيسة ومدرسة اللاألفيين الذين يجادلون أن الحكم الألفي يرمز لسيادة المسيح بين مجيئه الأول ومجيئه الثاني [1]

آخر الأيام موضوع مُستغل سياسياً

يزداد هذا الأمر صعوبةً بسبب استغلال عقيدة آخر الأيام لترويج مواقف سياسية تظلم الشعب الفلسطيني. لا شك أن دراسة عقيدة آخر الأيام معقد بسبب الطبيعة الأدبية المُركبة للنصوص التي ترتبط بالمجيء الثاني وبسبب التداخلات السياسية بمستقبل اليهود وأرض فلسطين التاريخية. وربما وصل الأمر إلى حفة المستحيلات عندما نتواجه مع الرؤى السياسية المتطرفة المرتبطة بإعادة بناء الهيكل وبسيطرة يهودية كاملة على كامل أرض فلسطين التاريخية.

للأسف، تحوّل الكتاب المقدَّس إلى وسيلةٍ لنشر التطهير العرقي وتهجير الشعوب وحتى إلى نشر لاهوت الموت والإبادة بدلا من لاهوت الحياة الذي يتمحور حول شخص السيد المسيح. وتحولت عقيدةُ آخر الأيام إلى عقيدة تركز على المخطط الزمني المستقبلي بدلا من التركيز على العصر الموعود الذي أشرق بمجيء المسيح الأول ويكتمل بمجيئه الثاني.

آخر الأيام موضوع يرتبط بالعصر الموعود المدعو ملكوت

العصر الموعود هو العصر الذي يملك فيه الله وهو يُدعى ملكوت الله. هذا الملكوت هو ذروة العدالة والسلام والمحبة. ليس هو ملكوت الحرب والقتل والعنصرية، فملكوت الله ومملكته وخطته هي خطةُ حبٍ وخلاصٍ. ليست خطةُ الملكوت خطةً للتهجير والتدمير. وبدلاً من التركيز على حُلم الأنبياء في القضاء على الشر ونشر العدالة وصنع السلام وانتهاء الحرب تحوّل التركيزُ إلى حروب ودولٍ بطريقة استثنت أتباع المسيح وتعاليم المحبة والرحمة. وترك بعض أتباع المسيح الاستعداد لمجيء المسيح بالكرازة والقداسة ونشر العدالة وصنع السلام وتحوّلوا إلى الخرائط الزمنية التي تحاول شرح الأحداث القادمة. وهكذا صارت الاسخاتولوجيا بدون كريستولوجيا أو بدون مركزية المسيح مما جعلها طريقاً للموتِ بدلاً من أن تكون طريقاً الحياة. لهذا من الضروري إعادة الكريستولوجيا إلى جوهر الاسخاتولوجيا وإلا سَنَضِلُّ ضلالاً مبيناً. [2]

ورغم التحديات وتشعبات التفسير من الضروري دراسة الاسخاتولوجيا أو عقيدة آخر الأيام في سبيل اكتشاف قلب الله ورسالته لنا ولنشر الإيمان في فلسطين وإسرائيل حيث صار موضوعُ المجيء الثاني للسيد المسيح موضوعاً مركزياً يؤثّر على وحدة الكنيسة وشهادتها وعلى فهم الإيمان المسيحي والحُكم على الأخلاقيات المسيحية. فجيراننا اليهود والمسلمين والدروز والأحباء من كلّ خلفية دينية ومذهبية ينظرون إلى المسيحية من خلال اهتمامات بعض المسيحيين الذين جعلوا الاسخاتولوجيا موضوعاً مركزيا ومحوريا لفهم طبيعة الله والأخلاقيات المسيحية لا سيما تلك المرتبطة بالقرارات السياسية والدينية.

العصر الموعود يبدأ بمجيء المسيح الأوّل وليس الثاني

بسبب هذه الأمور سأقدّم موضوع الأخرويات لا سيما العصر الموعود كباحثٍ مسيحي متمسك بمركزية السيد المسيح ومركزية الكريستولوجيا في فهم عقيدة آخر الأيام. ولا شك أن الأناجيل وباقي العهد الجديد يشددون على مركزية يسوع المسيح فهو أفضل عدسة تقدر أن تشرح وتكشف قلب الله وخطته. وأبدأ بالسؤال: ما هي عقيدة الأخرويات؟ وما علاقتها بالمجيء الثاني للسيد المسيح وبأحداث آخر الزمان؟ 

عندما نفكر في عقيدة آخر الأيام نميلُ إلى البدءِ في التفكير في المستقبل أو في نهاية العالم إلَّا أنَّ الكتابَ المقدَّس يرشدنا إلى توجهٍ آخر. فعقيدة آخر الأيام لا تبدأُ بالنَّظر إلى المستقبل بل إلى الماضي. ولا تنحصرُ بالزمن القادم بل تمتدُّ من مجيء المسيح الأوَّل حتَّى مجيئه الثاني. ومن الضروري أن نبدأ البدايةَ السَّليمة للوصول إلى الفهم الصَّحيح. فنحن لا نتحدثُ عن فتحٍ للبخت أو عن التنجيم أو عن عقيدة تتمحور حول إسرائيل وحروبها مع الشعوب المحيطة بها، بل نتحدث عن عقيدة متجذرة في عمل المسيح ومستمدة من فكره وهويته ورؤيته لمملكة الله الأبدية. وعندما سأل الفريسيون المسيح عن هذه المملكة قال لهم في القرن الأول: ملكوت الله داخلكم (لو 17: 21). ولقد صرّح السيد المسيح قائلا: إن كنت أنا بروح الله أخرج شياطين، فقد أقبل عليكم ملكوت الله (مت 12: 28). وهنا يتحدث المسيح عن ملكوت الله الذي حضر بإخراج الشياطين في القرن الأول الميلادي. إذا ليست عقيدةُ آخر الأيامِ أو عقيدة العصر الموعود عقيدةً تنحصر بالنبوات المستقبلية فهي عقيدة ترتبط بملكوت الله أو بمملكته. ليست عقيدة آخر الأيام متضاربةً مع مبادئ ملكوت الله وأخلاقيات الملكوت أو مع فكر وهوية السيد المسيح. ليست عقيدة آخر الأيام منفصلة عن تعاليم السيد المسيح في الموعظة على الجبل أو عن تعاليم رسل العهد الجديد. ليست عقيدة آخر الأيام رهينة للتخمينات والافتراضات بل هي عقيدةٌ من المفروض أن تزرعَ فينا الرجاءَ الآن وهنا وأن تملأنا بمحبة القداسة والاستعداد لنشر ملكوت المسيح ومحبته وعدالته لكل الشعوب لليهودي والفلسطيني. ولا نستطيع فصل عقيدة آخر الأيام عن قيامة السيد المسيح. فدعونا نبدأ البداية الصحيحة ناظرين إلى دلالات مصطلح ومفهوم آخر الأيام من منظور العهد الجديد.

دلالات ومفاهيم "آخر الأيام" في الكتاب المقدس

لا ينفصل العهد الجديد عن العهد القديم إذ يعيد صياغة مفرداته وأفكاره في ضوء مجيء المسيح الأول. فمفهوم آخر الأيام (אחרית הימים) في العهد القديم مرتبط بالعصر الموعود أو الدهر الآتي أو بالزمن الذي تتم فيه النبوات المرتبطة برجوع إسرائيل إلى الرب ودينونة الأمم وتأسيس المملكة المسيحانية. [3] بكلمات أخرى ترتبط آخر الأيام في العهد القديم بالضيق الذي يصيب إسرائيل (ار 23: 20؛ حز 38: 14-17)، بالأنبياء الكذبة والارتداد وبطلب إسرائيل الرب (هو 3: 4-5) ونجاتهم (دا 12: 1-13) وارتباط النجاة بالمسيح (مي 4: 1-3) وبقيامة القديسين (دا 12: 2) وبعهد جديد (ار 31: 31-34) وبتأسيس مملكة الله (اش 2: 2-4). [4] ونرى على سبيل المثال أن حزقيال 34: 23-31 يحدثنا عن الضيق الذي أصاب إسرائيل وقادة السوء ثم تأتيهم النجاة عن طريق الشخصية الداودية الذي يقيم عهد السلام. ويرتبط هذا العهد مع انتهاء السبي والقيامة ومجيء الروح المُحيي زمن الشخصية الداودية (حز 37: 24-25). ولقد لخّص العهد القديم هذه الأحداث تحت عنوان آخر الأيام.

استخدم العهد الجديد نفس المصطلح، آخر الأيام (εσχατος)، [5]  إلا أنه ربطه مباشرة مع مجيء المسيح الأول إذ رأى فيه انطلاق العصر الموعود. ولا ينحصر موقف العهد الجديد بالمصطلح آخر الأيام بل بلاهوت ملكوت الله المتمحور حول السيد المسيح. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يقول الرسول بطرس لأهل زمانه في القرن الأول: عالمين أنكم افتديتم لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب، من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء بل بدم كريم، كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح، معروفا سابقا قبل تأسيس العالم، ولكن قد أظهر في الأزمنة الأخيرة (εσχατου των χρονων) من أجلكم (1 بط 1: 18-20). من الواضح أن الأزمنة الأخيرة حاضرة في القرن الأول. لقد أكّد العهد الجديد أن زمن آخر الأيام أو الأزمنة الأخيرة قد بدأ في المجيء الأول للسيد المسيح وأنه سيستمر حتى مجيئه الثاني. وهكذا في ضوء العهد الجديد لم يعد مصطلح آخر الأيام ينحصر بالمستقبل بل صار مصطلحا يشمل الحاضر والمستقبل. فلقد أشرق ملء الزمان لبداية الأيام الأخيرة بميلاد المسيح. فعندما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودا من امرأة (غل 4: 4).

وهكذا صحح العهد الجديد الاعتقاد الذي يظن أن الأيام الأخيرة قضية زمنية تنحصر بانتهاء العالم. ففي الواقع، بدأت الأيام الأخيرة بميلاد السيد المسيح ونحن الآن نعيش في الأيام الأخيرة منذ ألفي عام. ولهذا من منظور الألفية الثالثة للميلاد نقطة الانطلاق في فهم الأيام الأخيرة لا تتعلق بالنظر إلى المستقبل بل إلى الماضي. ولا يمكن فهم الأيام الأخيرة بطريقة صحيحة إن أهملنا مركزية الحدث الكريستولوجي في القرن الأول. فالخليقة الجديدة لن تنتظر السماء الجديدة والأرض الجديدة إذ بدأت بقيامة المسيح من بين الأموات وبنشر الإيمان به فإن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت (2 كور 5: 17). فملكوت الله موجود الآن لكنه لم يكتمل بعد. أشرقت شمس العصر الموعود لكننا لم نصل الظهيرة الأبدية بعد. انزرعت بذرة العصر الموعود وأخرجت الجذور لكن الحصاد لم يأتي بعد.

لقد أدرك الرسول بطرس أن حلول الروح القدس يوم الخمسين هو علامة انطلاق الأيام الأخيرة. فقال عنها: هذا ما قيل بيوئيل النبي: يقول الله: ويكون في الأيام الأخيرة أني أسكب من روحي على كل بشر" (أع 2: 16). لاحظوا أن الانسكاب لا ينحصر بإسرائيل بل بكل البشر. وقال الرسول يوحنا: أيها الأولاد، هي الساعة الأخيرة. وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد للمسيح كثيرون. من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة (1 يو 2: 18). إن مقاومة المسيح هي من علامات الأيام الأخيرة. ويقول سفر العبرانيين: الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديما، بأنواع وطرق كثيرة، كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه (عب 1: 1-2). ويقول الرسول بولس عن إنذارات العهد القديم: هذه الأمور جميعها أصابتهم مثالا وكُتبت لإنذارنا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور (1 كور 10: 11). ويوصي الرسول بولس تلميذه تيموثاوس أنه في الأيام الأخيرة ستأتي أزمنة صعبة. ثم يصف أنواع الأشرار الموجودين في الأيام الأخيرة ويقول لتيموثاوس اعرض عن هؤلاء (2 تيم 3:1-5). وهكذا يُظهر أنهم أحياء في القرن الأول أي في زمن الأيام الأخيرة. بإيجاز لقد أشرقت شمس اليوم الأخير في القرن الأول وسنصل إلى الظهيرة الأبدية في المجيء الثاني للسيد المسيح. وهكذا انتشر الفكر القائل بأننا نحيا الآن في الأيام الأخيرة التي لم تكتمل بعد. ونحن نحيا الآن في البركة الإلهية التي لم تكتمل بعد.

تأكيدات مهمة لكنيسة القرن الواحد والعشرين

في ضوء ما سبق، نريد التأكيد على الأمور التالية. أولا، نحن الآن نعيش في الأيام الأخيرة. ولا نحتاج إلى الافتراض أو التخمين أننا في آخر الدنيا. فلقد بدأت الأيام الأخيرة قبل ألفي عام. انزرع ملكوت الله في القرن الأول وصار ينمو وهو موجود معنا وعن قريب سيأتي زمن الحصاد. ثانياً، نحن نعرف أن العهد الجديد ربط الأيام الأخيرة بملكوت الله الذي ظهر بالمسيح. فبدون المسيح الملك لا يوجد حضور للملكوت. وملكوت المسيح الملك هو ملكوت مساواة إذ أنه أعطى كل الذين قبلوه سلطانا أن يصيروا أولاد الله. فكلهم متساوون. وهو ملكوت العدالة التي لا تظلم شعباً على حساب شعب آخر. وهو ملكوت المحبة التي تسعى إلى خير البشر وليس إلى تدميرهم. وهو ملكوت موجود الآن مع أنه غير مكتمل. فلا نحتاج أن ننتظر أن تشرق شمس هذه الملكوت لأنها أشرقت بمجيء المسيح الأول. ثالثاً، الأيام الأخيرة هي أيام نشاط الروح القدس وعمله في كل الشعوب وفي الرجال والنساء والكبار والصغار. رابعاً، الأيام الأخيرة هي أيام الرجاء والقداسة والمحبة والسلوك بالإيمان والكرازة بالإنجيل إلى أقصى الأرض. خامساً، الأيام الأخيرة هي أيام النشاط والاستعداد لاستقبال المسيح بأعمال الخير والطاعة والصلاة.

رغم ذلك لا نزال نتساءل عن المجيء الثاني فمتى سيعود السيد المسيح؟ كيف سيعود؟ وما علاقة آلام هذه الحياة مع عودته؟ سنعالج هذا الموضوع في القسم الآتي. أما الآن فأترككم مع بعض الأسئلة للمفاكرة والنقاش.

أسئلة للتفكير والنقاش

  1. ما المقصود بالأيام الأخيرة ومتى بدأت؟
  2. ما العلاقة بين الأيام الأخيرة والمجيء الثاني للمسيح؟
  3. هل توافق أن عقيدة المجيء الثاني ترتبط بمركزية المسيح وملكوته؟ كيف تؤثر الكريستولوجيا على مفهومك للاسخاتولوجيا؟
  4. هل تشتاق لنمو العصر الموعود الذي تختبره جزئيا الآن لكنك ستختبره كليا في المستقبل؟ كيف يؤثر هذا الاشتياق على حياتك اليوم؟
 

[1] تتنوع المدارس التفسيرية. فعلى سبيل المثال لا الحصر، ينقسم التفسير المتعلق بالحكم الألفي إلى ثلاث مدارس: سابقو الألف، لاحقو الألف، واللاألفيين. للمزيد من المعلومات راجع حنا كتناشو. أرض المسيح: صرخة فلسطينية (بيت لحم: كلية بيت لحم للكتاب المقدس، 2016)، 23-30.

[2] للمزيد من المعلومات حول مركزية المسيح في النظام العالمي الجديد أو العصر الموعود راجع حنا كتناشو، إنجيل يوحنا بنظرة مختلفة. الناصرة: كلية الناصرة الإنجيلية، 2017.

[3] NIDOTTE 1: 361-362.

[4] G. Beale, “Eschatology,” Dictionary of the Later New Testament and Its Development (edited by Ralph P. Martin and Peter H. Davids; Downers Grove: InterVarsity, 1997), 330-345.

[5] See for example, Acts 2: 17; 2 Tim 3:1; Heb 1: 2; 1 Pet 1: 5, 20; 2 Pet 3: 3; 1 John 2: 18; Jude 2: 18.

هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع "تعال وانظر" هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة رأي هيئة التحرير في الموقع